نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 1 صفحه : 767
[سورة الأعراف (7) : الآيات 199 الى 202]
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (202)
«1» [2][3][4][5][6] [الأعراف: 7/ 199- 202] .
هذه وصية من الله لنبيه صلّى الله عليه وسلّم تعم جميع أمته، وهي أمر بجميع مكارم الأخلاق. وقد جمعت الآية الكريمة أصول الفضائل الثلاث وهي أولا- الأخذ بالعفو: وهو السهل من أخلاق الناس وأعمالهم، دون تكليفهم بما يشق عليهم ومن غير تجسس. فلا تشدد في شيء من الحقوق المالية والأدبية، ولا غلظة ولا فظاظة. ويكون معنى قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ أي اقبل من الناس في أخلاقهم وأقوالهم ومعاشرتهم ما أتى عفوا دون تكلف. فالعفو هنا: الفضل والصفو الذي تهيأ دون تحرج.
والفضيلة الثانية- الأمر بالعرف وهو المعروف والجميل من الأفعال: وهو كل ما أمر به الشرع، وتعارفه الناس من الخير، واستحسنه العقلاء. المعروف: اسم جامع لكل خير من طاعة وبر وإحسان إلى الناس.
روي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لجبريل: «ما هذا العرف الذي أمر به؟ قال: لا أدري حتى أسأل العالم، فرجع إلى ربه فسأله، ثم جاءه فقال له: يا محمد، هو أن تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك» .
ولا يذكر المعروف في القرآن إلا في الأحكام المهمة، مثل قوله تعالى في وصف الأمة الإسلامية: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ [آل عمران: [3]/ 104] ، وفي بيان الحقوق الزوجية وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة: [2]/ 228] وفي
(1) مبدأ العفو والتيسير من أخلاق الناس. [2] بالمعروف حسنه شرعا وعقلا. [3] يصيبنك صارف أو وسوسة. [4] أصابتهم لمّة أي وسوسة. [.....] [5] تتعاون معهم الشياطين في الضلال. [6] لا يكفّون عن إغوائهم.
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 1 صفحه : 767